نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 4 صفحه : 266
وقال مجاهد :
معناه (فَما كانُوا) لو أحييناهم بعد هلاكهم ورددناهم إلى الدنيا (لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا) به من قبل هلاكهم كقوله (وَلَوْ رُدُّوا
لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ)[١] وقال يمان بن رئاب : هذا معنى أنّ كلّ نبي أخذ قومه
بالعذاب ما كانوا ليؤمنوا بما كذب به أوائلهم من الأمم الكفار بل كذّبوا كما كذب
نظير قوله (كَذلِكَ ما أَتَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَواصَوْا
بِهِ)[٢].
وقيل : معناه :
(وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) يعني بالمعجزات والعجائب التي سألوهم (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) بعد ما رأوا الآيات والعجائب (بِما كَذَّبُوا) به من قبل رؤيتهم تلك العجائب نظيره قوله (قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ
أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ)[٣](وَما مَنَعَنا أَنْ
نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ)[٤].
(كَذلِكَ يَطْبَعُ
اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ) الذين كتب عليهم أن لا يؤمنون من قومك (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ) يعني وفاء بالعهد ، والعهد الوصية (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) أي ما وجدنا أكثرهم إلّا فاسقين ناقضين العهد.